كاتب صحفي لبناني يؤكد أن الحكم الذاتي هو" الحل العملي الوحيد المطروح" لتسوية قضية الصحراء
15-01-2008
أكد الكاتب الصحفي اللبناني خير الله خير الله أن الحكم الذاتي هو" الحل العملي الوحيد المطروح" لتسوية قضية الصحراء, وقال إن" من يريد تفادي هذا الحل, إنما يمارس سياسة ثبت عقمها منذ فترة طويلة"
وأضاف الكاتب اللبناني, في تعليق بعنوان" لماذا فشلت مفاوضات الصحراء ؟" نشرته صحيفة (روز اليوسف) المصرية يوم الثلاثاء أن الحكم الذاتي هو" في مصلحة المغرب والجزائر وكل دول المنطقة, ويضمن حقوق الجميع" (...)
وأكد أن حل قضية الصحراء" في متناول اليد ويتمثل في الحكم الذاتي الذي يحفظ ماء الوجه للجميع ويساهم في الاستقرار الإقليمي ويسمح لبلدان المنطقة بالتفرغ لمشاكلها الحقيقية المتمثلة في الفقر والإرهاب", وتساءل عما" إذا كانت الجزائر تريد حلا لقضية الصحراء أم تريد الاستمرار في التستر خلف البوليساريو في الحرب الدبلوماسية التي تشنها على المغرب؟"
وفي معرض تعليقه على الجولة الثالثة من مفاوضات مانهاست بالولايات المتحدة حول الصحراء التي جرت الأسبوع الماضي, أكد الكاتب الصحفي اللبناني أنه" كان طبيعيا أن تنتهي هذه الجولة بالطريقة التي انتهت بها, نظرا لأن البوليساريو ليست سوى أداة جزائرية تستخدم في ممارسة الضغط على المغرب", مشيرا إلى أن" تلك هي الوظيفة التاريخية لتلك الجبهة التي أعلنت دولة وهمية لا يعترف بها سوى من يسعى إلى ابتزاز المغرب"
وأضاف أن المغرب توجه إلى المفاوضات" بحثا عن حل يتجاوز قضية الصحراء المفتعلة ويساهم في تحقيق الاستقرار في منطقة المغرب العربي", وقال إنه" من الأكيد أن مثل هذا الاستقرار لن يتحقق عن طريق خلق كيان جديد مصطنع في المنطقة (...) لن تكون الجزائر قادرة على استخدامه إلى ما لا نهاية", مشيرا إلى أن هذا الكيان" يمكن أن يرتد على الجزائر في حال أخذنا في الاعتبار القدرات التي تمتلكها (القاعدة) خارج المملكة المغربية, خصوصا في موريتانيا ومالي والنيجر والجزائر نفسها"
وأكد خير الله خير الله أنه" يبدو واضحا أن الجزائر لا تريد الإقرار بفشلها والتخلي عن المخيمات الصحراوية في تندوف", مرجحا أن يكون ذلك" بسبب المصالح التي تربط البوليساريو بمؤسسات أمنية تعتاش من وجود هذه المخيمات, وربما يعود إلى التفكير الأعوج الذي ربما كان صالحا في مرحلة الحرب الباردة, والمتمثل في الرغبة القديمة في استنزاف المغرب وإضعافه من زاوية أنه قطب يستطيع منافسة الجزائر على الدور الإقليمي"
وأكد خير الله خير الله أن البولساريو يشكل "تركة ثقيلة" من مرحلة الحرب الباردة تركها الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين, مذكرا بمهاجمة متظاهرين جزائريين في أكتوبر عام 1988 لمكتب البوليساريو وسط الجزائر العاصمة وإطلاقهم هتافات "تندد بالسلطة التي تصرف أموالها على مثل هذا النوع من التنظيمات بدل الاهتمام بالوضع المعيشي للمواطن"
وأشار إلى أنه لا مصلحة للجزائر في استئناف حربها لاستنزاف المغرب" لأنها خاسرة سلفا", وأكد أن الجزائر" إذا كانت تريد الآن التفكير في المستقبل, فإن مستقبل المنطقة كلها مرتبط إلى حد كبير بالتعاون الإقليمي والاستثمار في كل ما من شأنه رفع المستوى المعيشي للمواطن عن طريق محاربة الفقر والإرهاب"
